ولعل هذا هو السر فى أن الاستعمار يحتضن رجال الطرق الصوفية فى أفريقيا، وكثير منهم لا يحسن فهم الإسلام ولا عرضه على الناس، ويساعدهم على نشر الأباطيل التى تعرض للناس عنى أنَّها هى الإسلام، فيأخذون صورة مشوهة عنه تنفرهم فيتملصون أو لا يدخلون فيه.
وبعد فإن حملات التبشير وتضليل المستشرقين، والغزو الثقافى والخلقى ومؤتمرات الاستعمار، تهدف كلها إلى إضعاف شوكة المسلمين وتعمل جميعها فى إطار واحد هو محو الشخصية الإسلامية أو إضعاف أثرها، والحط من قيمة الإسلام والمسلمين فى المحيط العالمى. وهذه كلها تحد من التوسع الإسلامى إلى حد ما، ذلك التوسع العالمى الذى يهدد الاستعمار فى أفريقيا وآسياه.
وقد أحكم الأعداء هذه المحاولات وسددوا بدقة تلك الضربات خصوصا فى القرون الأخيرة، وركزوا اهتمامهم على العرب فى وطنهم الواسع، وأقاموا حوله حصارا سياسيا واقتصاديا، موجهين إليه كل أسلحتهم، لعلمهم أن الإسلام، وهو دين أغلبيتهم، يقوى بالعرب أكثر مما يقوى بغيرهم، وأن اعتزاز العرب بعروبتهم وإسلامهم عميق جدًا، وبأن لغتهم هى الرابطة التى جمعت أكثر المسلمين حولهم.