معقول، ونعيا على ما ألصق بالدين فى عقائده وعباداته من بدع وخرافات، ورأيا أن المسلمين بعيدون عن الدين الحقيقى الذى لو عرفوه حقًا، ونفذوه صدقا لما كانوا فى وضعهم المؤلم الذى جعل الأجانب يغيرون عليهم من الشرق والغرب ويتحكمون فى مصير الخلافة.
وجاء محمد بنُ عبدِ الوهاب فكانت دعوته امتدادًا لدعوتهما، وكانت من أقوى الحركات التى عرفت فى القرون الأخيرة، وأبقاها أثرا فى الميدان السياسى والفكرى. كما ظهر فى الهند "شاه ولى الله" الذى عاصر انحلال (امبراطورية المغول) ودعا إلى تطهير الصوفية مما شابها، وقد أصر على أن المسلم الحق يجب عليه ألا يقبل الانحطاط الذى كان سائدا فى عصره وكان يطمع فى إنشاء دولة اسلامية فى الهند على شاكلة دولة المغول ليستعيد المجتمع الإسلامى قوته.
وقد ظهر فى القرن التاسع عشر اتجاهان للإصلاح، أحدهما للإصلاح الداخلى والآخر للإصلاح الخارجى ولمع فى سماء الإصلاح أسماء جمال الدين الأفغانى ومحمد عبده والكواكبى ومحمد إقبال وأحمد خان.
وكان جمال الدين (١٨٣٩ - ١٨٩٧) يمثل المسلم العصرى فى إلمامه بحقائق الدين وبالآراء الحديثة