هذا التساؤل، كما يقول العلماء، دورى، يمكن أن يرد أيضًا لو جاءت دعوة الإسلام فى فارس مثلا، فيقال: لماذا لم تجئ فى بلاد الرومان.
والله سبحانه أعلم حديث يجعل رسالته، ولكن مع هذا يمكننا أن نلمس بعض جوانب الحكمة فى هذه الخصوصية التى كرم الله بها جزيرة العرب، فكانت مشرق النور للعالم كله، وكانت استحبابه لدعوة إبراهيم {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ" (١).
وفيما يلى بعض المبررات التى رشحت هذه البلاد للقيام بأعظم ثورة فى تاريخ البشرية فى النواحى الإنسانية الشاملة:
١ - القوم الذين يحملون عبء الدعوة العالمية لا بد أن تتوافر فيهم صفات تناسب هذه المهمة الضخمة، من الصبر والتحمل والمخاطرة والشجاعة واحترام العهود والنجدة والمروءة وحب الحرية وتعشق الشرف والسؤدد، والتمرن على التنقل وتعود الهجرات،