من الغرابة والنفور والشذوذ ما يستحق أن يصرف الناس عنها، وكأن فيه وحيا بأن الأديان التى صادفت ظهور الإسلام لم تعد صالحة لهداية البشر بعد تحريفها وتغييرها وأنا الواجب إرجاعها لأصلها الأول الذى انبثقت منه، وهو الدين القيم الذى كان يدين به أبو الأنبياء.
٥ - هذا، وقد كانت الأديان الموجودة فى العام ممثلة فى بلاد العرب فى ذلك الوقت، فكان فيها اليهود والنصارى والمجوس والوثنيون والصائبة وعبدة الجن والملائكة ومن إليهم. وقد وقف الإسلام فى مواجهة هذه الأديان ليظهر عليها كلها، وكان انتصاره على المنتسبين إليها فى الجزيرة العربية انتصارا على كل من ينتسب إليها خارجها، حيث نازل كلا منها بالحجة والبرهان، ومرن المسلمون الدعاة للإسلام على الحجاج مع هذه الطوائف فكانت مهمتهم سهلة فى مواجهتهم لأصحابها فى البلاد الأخرَى، التى كتب لهم أن ينشروا الدعوة فيها.
٦ - على أن هذه الجزيرة، قد عهدت فى تاريخها الطويل أنواعا من الرسالات، ولم تكن رسالة الإسلام وحدها هى التى بدأت فيها، فكان هود فى الأحقاف جنوبى الجزيرة، وكان صالح فى ثمود شماليها على الطريق إلى الشام.