بها أعظم رسالة للعالم كله فى جميع العصور، تعيش مع الزمن، وتوفى بكل حاجات الحياة. وتخلد ما خلد هذا الدين الحى، الذى لا تتخلى عنه مسحته على طول العهد بنزول الوحى، وكثرة التطور الذى مرت به الإنسانية.
٣ - المكان الذى بعث فيه النبي أولا له صلاحية كبيرة لانطلاق الدعوة منه إلى العالم كله، فالجزيرة العربية فى مكان وسط يتصل بآسيا وأفريقيا وأوروبا، وهى القارات التى كانت معروفة فى ذلك الوقت، والتى كانت قد أخذت بحظ من التقدم تستعد به لتلقى هذه الرسالة، ولقد كانت التجارة تعبر بها من الشمال إلى الجنوب وبالعكس، وتصل آسيا وإفريقيا وأوروبا، فهى شريان حيوى ممتاز فى تلك الحقبة من التاريخ، يمكن أن ترشح به لتكون مركزا لهذا الدين الجديد، يوزع منه على الأقطار كلها.
٤ - ذلك إلى أن جزيرة العرب فيها البيت العتيق أول بيت وضع للناس، وبناه إبراهيم أبو الأنبياء، الذى تدين له جميع الأديان المعروفة فى ذلك العصر، وفى انطلاق الدعوة منه إشعار للعالم بأن رسالة محمد منبثقة من هذه الرسالة التوحيدية الأولى، وأنها امتداد لهداية الله للبشر عبر القرون، ليس فيها