كان القرآن نزل وبلغ بهذه اللغة، أفلا يدل ذلك على أن الرسالة هى لقومه العرب فقط، لأنهم هم الذين يستطيعون أن يفهموا القرآن ويقوموا بتكاليفه؟ ، وكيف يكلف قوم غيرهم بالإسلام مع أن كتابة لا يفهم بلغة غير العربية، ولا يمكن التعبد به ولا حفظه مع ذلك، وليس من عدل الله أن يطالب أمة، يوم القيامة باتباع رسول لم يأت إليهم، ولا وقفوا على كتاب بلسانهم؟ وقد حكى ابن تيمية هذه الشبهة فى كتابه "الجواب الصحيح"(١).
ويجاب على ذلك بأن جميع الآيات تدل على مجرد وصف القرآن بأنه عربى وليس فيها ما يدل على قصر توجيهه على العرب، بل ذكرت أن الحكمة فى كونه عربيا تيسير فهمه على الناس وتعقل ما فيه وإمكان تذكره وتدبره، ومعنى هذا أن اللغة العربية لون ثقافى فقط لا شأن له فى العصبية والعنصرية، وقد بلغ النبي الرسالة للعرب بلغتهم وهى لغة القرآن، وإلى جانب كون اللغة العربية لغة النبي ولغة بيئته التى نشأ فيها وابتدأ منها دعوته، فإن لها من الميزات على سائر اللغات ما رشحها وجعلها اللغة الرسمية