الأولى لأعظم رسالة فى الوجود، كما سبقت الإشارة إليه.
لقد بلغ النبي الرسالة إلى العرب بلغتهم، وإلى غيرهم باللغات الأخرى، فكتب للعظماء والملوك بلغته الرسمية كتبا حملها من يستطيع ترجمتها أو تفهيم ما فيها إلى المرسل إليهم بلغتهم أو بوساطة المترجمين كما سبق ذكره، وقوم محمد الذين أرسل إليهم بلسانهم، كما تدل عليه الآية المذكورة آنفا، هم حواريوه والناقلون عنه، المتحملون لدعوته، والمبلغون إياها للناس، فقومية اللغة هنا لا تعنى قومية الدعوة والرسالة، لأنها، كما قلت، لون ثقافى، والثقافة أمر مشاع بين الأجناس وبين البيئات فى كل العصور، ولا يصح أبدا أن تكون اللغة أو اللون الثقافى حاجزا يقسم الناس على أساسه بما يفصم عروتهم، ويطغى على إنسانيتهم الجامعة، وأداة الحصر فى هذه الآية وهى "ما وإلا"، تدل على حصر الرسالة، ولكن على حصر اللسان فى أنه لسان قومه، ولا يلزم من حصر اللغة حصر الرسالة وجعلها للعرب خاصة.
على أن نزول القرآن باللغة العربية ليس فيه صعوبة لفهم الإسلام ومعرفة ما دعا إليه القرآن