والتزام تكاليفه، ذكر ابن تيمية: أن شرط التكليف هو تمكن العباد من فهم ما أرسل به الرسول إليهم، وذلك يحصل بأن يرسل بلسان يعرف به مراده، ثم جميع الناس متمكنون من معرفة مراده بأن يعرفوا ذلك اللسان، أو يعرفوا معنى الكتاب بترجمة من يترجم معناه.
وهذا مقدور للعباد. ومن لم يمكنه فهم كلام الرسول إلا بتعلم اللغة التى أرسل بها وجبه عليه ذلك، فإن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب (١).
ثم قال أيضًا: وجمهور الناس لا يعرفون معانى الكتب الإلهية، التوراة والإنجيل والقرآن، إلا بمن يبينها ويفسرها لهم، وإن كانوا يعرفون اللغة. فهؤلاء يجب عليهم طلب علم ما يعرفون به ما أمرهم الله به، ونهاهم عنه. ثم قال: فالحجة تقوم على الخلق ويحصل لهم الهدى بما ينقل عن الرسول تارة المعنى وتارة اللفظ، ولهذا يجوز نقل حديثه بالمعنى، والقرآن تجوز ترجمة معانيه لمن لا يعرف العربية باتفاق العلماء. وجوز بعضهم أن يقرأ بخير العربية عند العجز عن قراءته بالعربية. وبعضهم جوزه