مطلقًا، وجمهور العلماء منعوا أن يقرأ بغير العربية وإن جاز أن يترجم للتفهيم بغير العربية، كما يجوز تفسيره وبيان معانيه (١).
وقد روج هذه الشبهة اليهود والنصارى. ولكن كيف يتملص اليهود والنصارى من العرب من الإيمان بمحمد لنزول القرآن بالعربية، وهم أنفسهم يعرفون بحكم إقامتهم أو اتصالهم البعيد المدى. على أنهم هم قبلوا دين موسى وعيسى مع أن الكتاب الذى نزل على كل منهما لم يكن باللغة العربية، ومع ذلك آمنوا بهما، إما بتعلم لغة التوراة والإنجيل. وإما بنقلهما بطريق الترجمة. وقد ثبت أن هؤلاء اليهود والنصارى جادلوا النبي -صلى الله عليه وسلم- فى أمور عرفوها من القرآن. فوسيلة العلم بالرسالة كانت ميسرة بأى نحو من الأنحاء فلا حجة لهم فى التملص من المسئولية.
هذا وقد قال الزمخشرى فى معرض الحديث عن عموم الدعوة الإسلامية، مع نزل القرآن باللغة العربية: لا يخلو إما أن ينزل -القرآن- بجميع الألسنة، أو بواحد منها. فلا حاجة إلى نزوله بجميع