إلى أن قال: فالدين إذًا باق وغير قابل للزوال وهو فضلا عن نضوب ينبوعه بتمادى الزمن، نرى ذلك الينبوع يزداد اتساعا وعمقا تحت المؤثر المزدوج من الفكر الفلسفى والتجارب الحيوية المؤلمة".
ويقول "أرنست رينان" فى كتابه "تاريخ الأديان": "من الممكن أن يضمحل ويتلاشى كل شئ نحبه، وكل شئ نعده من ملاذ الحياة ونعيمها، ومن الممكن أن تبطل حرية استعمال القوة العقلية والعلم والفن، ولكن يستحيل أن يبطل التدين أو يتلاشى، بل سيبقى أبد الآباد حجة ناطقة على بطلان المذهب المادى، الذى يود أن يسود ويحصر الفكر الإنسانى فى المضايق الدنيئة للحياة الترابية".
ونحن لا ننكر أن فى الغرب أيضًا حركة ضد الأديان، ولكنها فى حقيقتها موجة ضد أشكالها الخارجية، لا ضد روحها ومعناها بل للدين الخالص اليوم فى الغرب فى دولة لم تكن فى أى عهد من عهود المدنيات السابقة، فأى دين من الأديان الموجودة يستطيع أن يثبت أنه هو الدين الخالص من التقييدات البشرية، كان هو الدين الذى ينشده العلم وتؤيده الفلسفة.