للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النفوس مما تزال ترتع فى حمأة الحيوانية وتدفع بأصحابها إلى ارتكاب كل ضروب الوحشية، فهى فى حاجة ماسة إلى رادع قوى من أدب عال فوق الوجود المادى الذي أغرقوا فيه.

ولهذا فإن العالم المتمدين أشغل ما يكون بالمصحالة الدينية من جميع نواحيها. وقد مر بك بيان ما تطلبوه من مواصفات للديانة الطبيعية التى ينشدونهما، وأن الإسلام جاء بأحسن منها فى كل مجال من المجالات، والإنسان مهما كان عنده من علم أو معرفة لا يستطيع أن يستغنى عن الدين أبدا بصورة من الصور.

يقول "أوجست سباتييه" فى كتابه "فلسفة الأديان": "لماذا أنا متدين؟ إنى لم أحرك شفتى بهذا، السؤال مرة إلا رأيتنى محفوزا للإجابة عليه بهذا الجواب، وهو: أنا متدين لأنى لا أستطيع خلاف ذلك، فالدين لازم معنوى من لوازم ذاتى، يقولون لى: ذلك أثر من آثار الوراثة أو التربية أو المزاج، فأقول لهم: قد اعترضت على نفسى كثيرا بهذا الاعتراض عينه ولكنى وجدته يقهقر المسألة ولا يحلها، وأن ضرورة التدين أشاهدها بأكبر قوة فى الحَياة الاجتماعية البشرية، فهى ليست أقل تشبثا منى بأهداب الدين

<<  <   >  >>