لقد انصرف الناس عن هذه الارساليات عندما ظهرت نواياها السيئة، وأقبلت على الإسلام كما سبق بيانه، لأنه لا يقصد إلى غرض استغلالى من معتنقيه.
ولسوء نيات الارساليات حدثت مصادمات عنيفة بينها أدت إلى القتل، لقد أرسل "جوان الثانى" ملك البرتغال سنة ١٤٨٧ م مبشرا اسمه"كوفيلهام" إلى الحبشة فأنشأ علاقة قوية بينها وبين البرتغال، واستطاع أحد الرهبان الذين جلبهم إلى الحبشة أن يحول ملكها (سو سينيوس) إلى الكاثوليكية سنة ١٦٢٤ م، واستعد الأحباش للانضمام إلى الكنيسة الرومانية لولا عناد بطريرك اللاتين (مندر) الذى أكرههم على اعتقاد الشعائر اللاتينية، وأراد تأسيس ديوان تفتيش، فثاروا وقتلوا المبشرين البرتغاليين ومن تبعهم من الأحباش سنة ١٦٤٠ م. وحاولت فرنسا التبشير بالحبشة فلم تفلح وقتل مبشروها المرسلون إلى سواكن ومصوع، كما نافستها إيطاليا أيضًا فى هذا الميدان.
لقد كان للمذاهب المسيحية مبشرون، ولكل دولة مبشرون وحدث ما حدث من التنافس نتيجة لعدم الإخلاص فى الدعوة، إلى الدين، وإذا كنا ننادى بوحدة الجهاز الذى يشرف على توجيه الدعوة