للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالأسلوب الحكيم في الدعوة له مظاهر متعددة وألوان مختلفة، وقد يصلح لون في بلد ولا يصلح في آخر، وقد ينفع أحدها في عصر ويضر في عصر آخر، ومن واقع هدى الإسلام فى القرآن والسنة، ومن تجارب المختصين في الحياة أذكر هنا بعض مظاهر الحكمة في تبليغ الدعوة:

١ - من الحكمة عند اقتلاع عقيدة باطلة أو عادة فاسدة، أو نقد وضع معين، ألا يوجه العمل إلى ذلك بطريق مباشر، بل يتخذ له طريق لا يثير معارضة أو يوقد نار فتنة، فإن الموروثات وبخاصة منها المقدسات الدينية ليس من السهل تحويل الإنسان عنها، فكل إنسان معتز برأيه وعقيدته، وكل جماعة معتزة بمقدساتها ومعتدة بسلوكها، وذلك أمر طبيعى في الجنس البشرى، لأن مظهر الحرية والكرامة والعناد، يظهر بوضوح عند توجيه النقد إلى العقيدة والسلوك، وقد تقدم نهى الله نبيه أن يسب الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم. وحسب الداعى الحكيم فى مواجهة الباطل بعد دراسة كل الظروف أن يحاول زحزحة الناس عن ثقتهم في عقيدتهم وسلوكهم وبطريق غير مباشر، ولعل مما يفيد فى هذا المجال:

<<  <   >  >>