للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(أ) توجيه الأنظار إلى نواحى الشر والفساد فى عقيدة من العقائد، أو نمط من السلوك يشبه ما يريد أن يغيره الداعى، ثم يترك الفرصة للعقل يفكر ويقدر، فقد ينتبه بنفسه إلى مواطن الشر فيحاول باختياره أن يصلح من شأنه، إن الله سبحانه وهو يوجه أنظار المشركين إلى فساد إشراكهم بالله مخلوقات لا تسمع ولا تبصر، ولا تغنى من الحق شيئًا، عدد عليهم نعمه الكثيرة وبين أنه وحده خالقها والمتفضل بها، ولأنهم يعتقدون أنه وحده خالق كل شئ، كما ورد في قوله: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} (١). ولكنهم يشركون الأصنام معه فى العبادة، لما حكى الله عنهم بقوله: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} (٢). قال الله بعد تعداد النعم فى أوائل سورة النحل: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (٣)؟

فإلقاء هذا الاستفهام الإنكارى يوجه أنظار المشركين للتفكير فيما هم عليه من عقيدة.


(١) سورة الزخرف: ٩
(٢) سورة الزمر: ٣
(٣) سورة النحل: ١٧

<<  <   >  >>