والواقع أن كلا من الجانبين لم يدرك الموقف إدراكا تاما، فالمسلمون يأخذون قضايا الدين يتسلم ولا يقبلون سواها، على حين تجد الغربيين يؤمنون بالتفسير العقلى، وهذه الطريقة التى يتبعها المسلمون فى تقبل دينهم تفسد تقدير الغربيين للإسلام الحديث وتقف حائلا أمام المسلم فى صراعه ضد الصعوبات الدينية الحديثة التى يواجهها.
ومع عدم تسليمنا بهذا الكلام على إطلاقه، فإننا نريد أن لا ندع مجالا لمثل هذه الانتقادات، فنفسر إسلامنا تفسيرا علميا حديثا يتناسب، مع الثقافات الحاضرة ليعيش معها ويظهر سموه عليها.
(ج) يجب تنقية الإسلام من كل دخيل عليه فى عقائده وعبادته وأخلاقه وسائر تشريعاته، فإن هذا الدخيل يشوه جماله ويظهره بصورة ممسوخة أمام الأجانب، تزهدهم فيه وتحملهم على توجيه الطعون إليه، وإشاعة أنه دين لا يستطيع أن يقف أمام العقل والمنطق وحقائق العلم، وبالتالى لا يتجاوب مع الحياة فى سننها الكونية الثابتة ومقرراتها الأكيدة.
ولعل من الخير أن يتجه الإصلاح إلى الطوائف المتجرة بالدعوة إلى الإسلام عن غير علم صحيح