(ب) ويجب تفسير حقائق الإسلام تفسيرا علميا عصريا يتصل بالثقافات الحاضرة، ويوازن بينها وبين ما انتهت إليه هذه الأبحاث وقررته التجارب، وشرح المفاهيم باللغة والمروح التى تناسب العصر ووضع دائرة معارف إسلامية ذات فى دراسة عميقة على هذا الأساس لتكون مرجعا صادقا للراغبين فى المعرفة الدينية الصحيحة وسلاحا تدفع به الشبهات والشكوك.
إن الإسلام ما يزال بكرا من هذه الناحية، لم يسبر غوره ولم يؤت على جميع حقائقه، وما أكثرها، والثقافات والحضارات فى تطور وتغير، فإن كانت العصور الماضية أفادت من الإسلام وكتابه بما يلائمها وفسرته بما كان عندها من ثقافات، فإننا الآن فى حاجة إلى شروح وتفسيرات بلغة العصر وحاجته.
يقول (ولفرد كانتويل سميث): كل الكتب والأحاديث التى تتصل بهذا الدين تتخذ موقف الدفاع وتهدف إلى حماية ذمار الإسلام أكثر مما ترمى إلى شرحه وفهمه، وترمى إلى دعمه ومظاهرته أكثر مما ترمى إلى بيانه وكشفه، وهذه الحقيقة فى تشعبها البعيد هى علة سوء التفاهم بين المسلمين والغربيين، وهى السبب فى أن غير المسلمين يسيئون فهم الأفكار الإسلامية الحديثة.