للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم" أى حولتهم (١).

الفطرة المذكورة فى الآية والحديث هى الجبلة والطبيعة والخليقة الإنسانية الجامعة بين العالمين المادى والروحى، والمستعدة لمعرفة عالم الغيب والشهادة، وما أودع فيها من غريزة التدين المطلق، الذى هو الشعور الوجدانى بسلطان غيبى فوق قوى الكون والسنن والأسباب التى قام بها نظام كل شيء.

والإسلام قد راعى الفطرة فى بناء التكاليف عليها بحيث لا تكون مصطدمة معها، أو مهملة لمقتضياتها المادية والروحية، وفى تقرير الأدلة وسلوك السبل للدعوة وغرس المبادئ، كل ذلك كان مستوحى من الفطرة ومستخدما إياها فى هذا الغرض النبيل.

ففى مبادئ الإسلام ما يشير إليه قوله تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} (٢). وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن لبدنك عليك حقا ولربك عليك حقا" (٣)، وغير ذلك من النصوص والتشريعات المراعية لطبيعة النفس وحاجات الجسم


(١) رواه مسلم.
(٢) سورة القصص: ٧٧
(٣) رواه البخارى.

<<  <   >  >>