ومتطلبات العقل، وفي الدعوة كانت أساليب الترغيب والترهيب، واستعمال وسائل الإيضاح وعوامل التشويق، وترويض النفس بالصبر على البلاء والشكر على الرخاء، وبيان أثر القدوة والاستهواء ومراعاة حكم البيئة وعوامل الوراثة وما إلى ذلك.
وبهذه الميزة كان الإسلام ملائما لجميع الأجناس البشرية، فالفطرة الأصيلة واحدة، وتقبلته النفوس على اختلاف مستوياتها، ومتمشيا مع مطالب الحياة بالقدر الذى يصلحها ويجعل النشاط فيها ينتج انتاجا مثمرا مفيدا.
(ب) ومن قيام الإسلام على العقل. وتكريمه له نرى أن معجزته الكبرى عقلية وهى القرآن الكريم، كما يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما من الأنبياء من نبي إلا وقد أعطى من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما الذى أوتيته وحيا أوحاه الله إلى، وأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة"(١).
وفى القرآن الكريم آيات كثيرة تدعو إلى استعمال العقل، فقد تكرر كثيرا قوله تعالى "أفلا تعقلون".