للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} (١).

وقد طلبت قريش من النبي أن يطرد من حوله العبيد والفقراء فقال الله له: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (٢٨) وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} (٢).

لقى النبي وصحبه من ضروب الأذى ما لقوا، فصبروا وصابروا، وكان رسول الله أسوتهم الحسنة في التحمل، مؤكدا لهم: أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا. عندما قدم له خباب بن الأرت تقريرا شفويا عن سير الدعوة وما يوضع فى طريقها من عقبات، قال له عليه الصلاة والسلام: (إن من كان قبلكم كان يؤتى بالرجل فتحفر له الحفرة ويوضع فيها، وينشر بالمنشار ويشق نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يخرجه ذلك عن دين الله) ثم يقسم بأن الله ناصرهم


(١) سورة الأنعام: ١٢٤
(٢) سورة الكهف: ٢٨، ٢٩

<<  <   >  >>