للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيقول: (والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون) (١).

خرج النبي بالدعوة من حدود مكة الجغرافية والقبلية، وذهب بها إلى ثقيف فى الطائف، مؤملا فيهم الخير، ولكنهم ردوه أقبح رد، ومع ذلك لم ييأس من النجاح، ولم يقطع الرجاء فى تكوين أمة مؤمنة ولو بعد حين. بل قال (أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبده لا يشرك به شيئًا) ثم دعا لهم وقال: (اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون) (٢).

ظل رسول الله يتابع الدعوة على الرغم من كل العقبات، وهداه تفكيره الواسع الممتد إلى أن يوسع دائرة الدعوة لتعم أهل الجزيرة العربية كلها، ممثله فى الوفود التى ترد كل عام تشهد المواسم من جميع القبائل العربية، فحرض الدعوة على القبائل فى لطف، عرضا عالميا ليست فيه أغراض خاصة، ولا حدود تقف بها عند نقطة معينة لا تتجاوزها.

كذلك كان لا يسمع برجل قدم مكة وله شرف في قومه إلا جلس إليه يحدثه عن الإسلام، وبهذه الطريقة


(١) رواه البخارى.
(٢) الروض الأنف ج ١ ص ٢٦٢

<<  <   >  >>