سرى خبر الدعوة إلى الجزيرة كلها تقريبا، فوفد عليه بعض الأفراد بمكة وأسلموا ورجعوا إلى قومهم منذرين، ومن حكمته كان يرجو من هؤلاء الوافدين ألا يأتوا بأقوامهم المسلمين إلى مكة، وهو فى هذه الحالة من الحصار القرشى، حتى لا تكون فتنة، لا يستطيع النبي معها أن يحمى الوافدين فتكون حرب طاحنة تعرقل سير الدعوة وهى ما تزال تحبو، بل أوصاهم أن يلحقوا به إن استقر به المقام.
ومن هؤلاء الوافدين بمكة: الطفيل بن عمرو الدوسى، الذى دعا قومه ثم وفد بهم على النبي بعد فتح مكة، وأبو ذر الغفارى، الذى أسلم نصف قومه بدعوته ثم أسلم الباقون بعد الهجرة، وكذلك وفد على النبي بمكة عشرون رجلًا من النصارى، وقد سمعوا عنه بالحبشة فأسلموا على الرغم من تسفيه قريش لهم.
تخطت الدعوة وهى فى مكة حدود الجزيرة العربية، فوصلت إلى الحبشة فى السنة الخامسة من النبوة، وصلت سماعا وعلما عندما هاجر إليها المسلمون الأولون، ومكثوا فيها عدة سنين، مكونين أول جالية إسلامية بأفريقيا. ولم يكن الغرض من الهجرة تبليغ