بل إن بعض المفكرين الأوروبين الذين لم يسلموا قال عندما عرف حقيقة الإسلام وأخلاقه العالية ونظامه الاجتماعى السياسى المتين: إذا كان هذا هو الإسلام، فنحن إذًا مسلمون.
ولو أذن للإسلام أن يمد رواقه على هذه البلاد عند فتح الأندلس لكانت الحضارة قد تقدمت للإنسانية بخيرها قبل ذلك بكثير، غير أن الأقدار جعلت المسلمين يقفون عن زحفهم بعد أن انتصر "شارل مارتل" على عبد الرحمن الغافقى فى معركة "بواتييه" يوم السبت ٨ من شعبان سنة ١١٤ هـ (أكتوبر سنة ٧٣٣ م) تلك المعركة التى يقول فيها "كلود فارير" الأديب الفرنسى: فى ذلك اليوم المشئوم تراجعت المدينة ثمانية قرون إلى الوراء.
ويقول "شامبيون" مدير مجلة "بارلمنتير": لولا انتصار جيش مارتل الهمجى على تقدم العرب فى فرنسا لما وقعت فرنسا فى ظلمات القرون الوسطى، ولما أصيبت بفظائعها، ولما كابدت المذابح الأهلية التى نشأت عن التعصب الدينى المذهبى، ولولا ذلك الانتصار البربرى على العرب لنجت أسبانيا من وصمة محاكم التفتيش، ولولا ذلك لما تأخر سير المدينة ثمانية قرون، إننا مدينون للشعوب العربية بكل