للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عام، فإذا كان صالحًا لكل جنس كان صالحًا بالضرورة لكل عقل ولكل درجة من درجات الحضارة وهو على ما فيه من البساطة المتناهية بالنظر لمذهب المعتزلة، والتشدد بالنظر لمذهب الصوفية: يؤدى للعالم الأوربى، من غير أن يعوق حرية فكره المطلقة، كما يؤدى للزنجى السودانى، الذى ينتشله من عبادة الأوثان الباطلة، هداية وتأييدا، وهو يرفع نفس التاجر الانجليزى، الذى يرى حياته فى العمل، ويعتبر الوقت من ذهب، بمقدار ما يرفع نفس الحكيم المتصوف والشرقى المتأمل فى بدائع الصنع، كما يرفع نفس الغربى المأخوذ بسحر الفن والجمال بل هو يفتن الطبيب العصرى أيضًا بما فيه من الطهارات المتكررة وتناسق الركوع والسجود، اللذين هما ليسا فى إفادتهما الجسم نماء بأقل من إفادتهما النفس صحة وسلامة (١).

لقد حار المفسرون فى تعليل ظاهرة المد الدائم للإسلام، وراح كل يفسر تفسيرا محدودا من وجهة نظره، فمنهم من يرجع ذلك إلى العوامل الذاتية للإسلام فى عقيدته وشريعته، ومنهم من يرجعها إلى الظروف السياسية والاجتماعية للبلاد التى زحف


(١) مجلة الأزهر: مجلد ١ ص ١٥٩

<<  <   >  >>