والقرنين الآخرين وصلت جاليات إلى أمريكا الشمالية والجنوبية وأقاموا هناك، وأسسوا جمعيات ومساجد فى أشهر المدن ولهم سمعة طيبة فى كل حقل يعملون فيه من حقول التجارة والصناعة وغيرها، واستطاعوا بنشاطهم أن يحولوا عددا من أهالى تلك البلاد إلى الإسلام، أو على الأقل يفتحوا عيونهم عليه ويبدون السحب الكثيفة التى كانت تحول دون معرفتهم لحقيقته.
وبعد فقد تبين من هذا السرد الموجز لحركة الإسلام فى مدة وانتشاره بمبادئه السامية أن الإسلام له أعوان وأنصار فى كل جهات العالم، وأن البيئات التى وجدوا فمها لم تكن حائلة دون تطبيق تعاليمه، وأن أجناسهم وألوانهم ولغاتهم لم تقف حائلا دون اعتناق هذا الدين والتفاعل مع مبادئه، وأن له فى بعضها تاريخا قديما لازمها قرونا عدة، لم تزده الأيام إلا قوة فى نفوسهم واعتزازا به، وهذا من أكبر الأدلة الواقعية على عالمية الدين الإسلامى وحيويته واتفاقه مع جميع الحاجات البشرية فى كل الجماعات الإنسانية.
يقول (إيتين دينيه)، وسليمان إبراهيم الجزائرى فى كتابهما عن السيرة النبوية: فدين محمد قد أكد إذا من الساعة الأولى لظهوره وفى حياة النبي أنه دين