للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الآخر، وهذا الاستعداد ليس مجاملة إنما هو تَعَهُّدٌ يعبر عن مصداقية المسلم في اتباع الحق، وهو تكليف إلهي صريح في محاورة الآخر {قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٤٩)} (١).

"وإذا عرفنا هذه الأسس القرآنية لنجاح الحوار، أو على الأقل عدم تحوله إلى الضد من أهدافه السامية، عرفنا أسباب التردي والفشل، في مختلف الحوارات التي تجري في واقعنا بين المسلمين أنفسهم، أو بين المسلمين وغيرهم، فهي حوارات يغلب عليها منطق الوصاية، وإثبات الوجود؛ لذا فهي أبعد ما تكون عن القصد إلى الحق، وهذا طبيعي إذا فقد المحاور أهم أسس الحوار، وهو الحرية الفكرية، التي يستطيع الفرد من خلالها اتخاذ قراره الفكري" (٢).

وبهذا العرض لخصائص وأساليب الإعلام في القرآن الكريم يتبقى لنا التعرف على ألفاظ القرآن ذات الدلالات الإعلامية، وهي موضوع مبحثنا التالي والأخير في هذا الفصل


(١) - سورة القصص. آية: ٤٩.
(٢) - منهج الحوار في القرآن الكريم. مقال للأستاذ عبد الرحمن حللي. على موقع الشبكة الإسلامية، بتصرف. وهذا رابطه: http://www.islamweb.net/ver٢/archive/readArt.php?id=١٣٧٥.

<<  <   >  >>