للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أوصاف المؤمنين، مقرونة بمجموعة من الصفات الأساسية، التي لا يتم إسلام ولا إيمان إلا بها، وهي: الاستجابة لله تعالى، وإقام الصلاة، والإنفاق مما رزقهم الله، ويلاحظ أن هذه الآية مكية، يراد بها – والله أعلم – إرساء القواعد ووضع الأسس للحياة الإسلامية.

ومما ورد في القرآن من الأساليب الإعلامية في النواحي السياسية:

النهي عن اتباع الهوى

من أعظم دواعي الضلال، وأسباب الهلاك، وفساد الأمم؛ وانهيار الدول، اتباع الهوى، فإنه يهوي بصاحبه إلى المهالك حتى يورده النار، ويهوي بالمجتمعات، فتختل أنظمتها، وتضطرب المباديء والمفاهيم، وتتداعى القيم، "وتأمل، فكل موضع ذكر الله تعالى فيه الهوى، فإنما جاء به في معرض الذم له ولمتبعيه، وقد رُوِيَ هذا المعنى عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: ما ذكر الله – عز وجل – الهوى في كتابه إلا ذمه" (١).

" وأصل الضلال: اتباع الظن والهوى، قال تعالى: {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} (٢)، وهذا وصف للكفار فكل من له نصيب من هذا الوصف فله نصيب من متابعة الكفار بقدر ذلك النصيب.

وقال – تعالى – في حق نبيه، صلى الله عليه وسلم، {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (٢) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (٣)، فنزهه عن الضلال والغواية، الذين هما: الجهل والظلم، فالضال هو الذي لا يعمل الحق، والغاوي الذي يتبع هواه.

. فوصفه بالعلم ونزهه عن الهوى. ومتبع الهوى لا بد أن يضل، سواء عن علم أو عن جهل، فإنه كثيراً ما يترك العلم اتباعاً لهواه، ولا بد أن يظلم إما بالقول أو بالفعل، لأن هواه قد أعماه " (٤).

ولهذا تتابع النهي في القرآن عن اتباع الهوى، قال سبحانه {فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (١٣٥)} (٥)


(١) - الموافقات. للإمام الشاطبي. ٢/ ٢٩١. ط دار ابن عفان – السعودية – الخبر ١٩٩٧. بتحقيق الشيخ مشهور حسن.
(٢) - سورة النجم. آية: ٢٣
(٣) - سورة النجم. آية: ٢ - ٤
(٤) - الهوى وأثره في الخلاف. د عبد الله الغنيمان ص / ١١ - ١٢ بتصرف. دار ابن الجوزي – الرياض. ١٤٢٩هـ
(٥) - سورة النساء. آية: ١٣٥

<<  <   >  >>