للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الطاعات، والعبادات. وهذا هو طريق فلاح الأفراد والمجتمعات. قال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (١).فتميز المجتمع المسلم دون غيره بخصائص وأعمال فريدة، مثل الصلوات الخمس ينادى لها في المساجد، والجُمَع، والحج أعظم اجتماعات البشرية، وفريضة الزكاة وأثرها الاجتماعي الكبير، وفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك من العبادات والشعائر التي تعزز روح الوحدة والجماعة بين أفراد المجتمع المسلم.

أفكار ومفاهيم المجتمع المسلم.

حرص الإسلام منذ طلوع فجره على أن يصحح مفاهيم أبنائه , حتى تستقيم نظرتهم إلى الأمور والواقف, ويتحد تصورهم العام للأشياء والقيم. فلم يدعهم لشطحات الفكر , ولا انحرافات الهوى , فيزيغوا عن القصد , ويضلوا عن سواء الصراط , وتتفرق بهم سبل الباطل عن سبيل الحق. ولهذا دأب القرآن , كما د أبت السنة , على تصحيح المفاهيم المغلوطة والأفكار الخاطئة, والتصورات المنحرفة , التي تشيع في أذهان الناس.

* فهم بعض الأعراب أن الإذعان مجرد إعلان وتظاهر، فنزل القرآن يصحح هذا المفهوم يقول {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٤) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (٢)

* وأشاع بعض أهل الكتاب من اليهود: أن البر أو التقوى هو الاهتمام برسوم معينة، وشكليات خاصة، ولهذا أقاموا الدنيا وأٌقعدوها حين تحول الرسول من بيت المقدس إلى الكعبة، وجعلها الله له قبله، فنزل القرآن يبين حقيقة البر والتقوى والدين الحق فقال {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ


(١) - سورة الحج. آية: ٧٧
(٢) - سورة الحجرات. آية: ١٤ - ١٥

<<  <   >  >>