للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} (١)

*وحسِب بعض الناس أن طريق الإيمان إلى الجنة مفروش بالأزهار والرياحين لا فتنة فيه ولا اضطهاد ولا عذاب، فنزل القرآن يدرأ هذا الوهم، ويُخَطِّئ هذا الفهم إذ يقول {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (٢) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (٣)} (٢) .. ويقول {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (٢١٤)} (٣).

وهكذا ظل القرآن الكريم ٢٣ عاماً يبين الحقائق ويزيف الأباطيل، ويصحح التصورات والمفاهيم، حتى أصبحت أفكار الإسلام ومفاهيمه وتصوراته هي التي تعمل وحدها في المجتمع المسلم , مثل: فكرة الإسلام عن الإنسان , وعن الحياة والدنيا , وعن المال والغنى والفقر , وعن التدين والبر والتقوى , وعن العدل والإحسان , وعن التقدم والتأخر , وعن التحضر والتخلف , وعن الزهد والقناعة , وعن الصبر والرضا.

مشاعر المجتمع المسلم.

وكما تميز المجتمع المسلم بما يسوده من أفكار ومفاهيم، يتميز أيضاً بما يسوده من مشاعر وعواطف:

* فهناك مجتمعات تسودها مشاعر الحقد الطبقي، أوالتمييز العنصري، أو العصبية القومية. وأما في المجتمع الإسلامي الحق فلا مجال لمشاعر الحقد والصراع بين الطبقات، ولا مشاعر الكبر والتمييز بين الأجناس والألوان. قال سبحانه {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً} (٤). لما أمرهم سبحانه بتقواه، أعقبه عزَّ وجلَّ ببيان أن


(١) - سورة البقرة. آية: ١٧٧
(٢) - سورة العنكبوت. آية: ٢ - ٣
(٣) - سورة البقرة. آية: ٢١٤
(٤) - سورة النساء. آية: ١

<<  <   >  >>