للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (٦٨)} إلى قوله تعالى {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} (١). هؤلاء هم عباد الرحمن حقاً، عاشوا متواضعين، وعلى ربهم مقبلين، ساجدين، وقائمين، متضرعين منيبين، أهل توازن واعتدال في أحوالهم كلها، موحدون مخلصون لله، أبعد خلقه عن مخالفته وعصيانه جلَّ جلاله، كرام لا يجهلون مع الجاهلين، ولا يخوضون مع الخائضين.

وكما أبان القرآن الكريم عن مكارم الأخلاق، وحثَّ عليها، فقد نبَّه، وحذَّر من خبيثها، وكَرَّه من مساوئها، كما في المواضع التالية:

قال سبحانه {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (١١٦) مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (٢)

وقال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (١١) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} (٣)

وقال جلَّ جلاله {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (١٨) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} (٤).

وهذه خصال مرذولة، سافلة، قد نهى عنها ربنا تبارك وتعالى. منها الكذب، والسخرية، والاستهزاء بالآخرين، والسب والشتم، وعيب الآخرين باللسان والإشارة، والظن السييء، والتجسس وتتبع عورات الناس، والغيبة، والكبر، والبطر، والخيلاء. وهي صفات سيئة، تقطع أوصال المجتمع، وتنشر الكراهية، والبغضاء بين الأفراد، والجماعات، ويستحيل معها التواصل بين الأفراد، ووينعدم التعاطف والتواد الذي يحتاج إليه المجتمع المسلم.


(١) - سورة الفرقان. آية: ٦٣ - ٧٢
(٢) - سورة النحل. آية: ١١٦ - ١١٧
(٣) - سورة الحجرات. آية: ١١ - ١٢
(٤) - سورة لقمان. آية: ١٨ - ١٩

<<  <   >  >>