للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة يضم تحت سقفه أجناساً وألواناً وطبقات. ولم يشعروا بأي تفرقة أو تمايز بينهم، فكلهم إخوة، منهم الفارسي كسلمان والرومي كصهيب والحبشي كبلال، والغني كعثمان، والفقير كأبي ذر، وفيهم الأبيض والأسود، والرجل والمرأة، والضعيف والقوي، والرقيق والحر، كلهم إخوة في الإسلام، وتحت راية القرآن" (١).

الأخلاق والفضائل.

يتميز المجتمع المسلم أيضا بأخلاقه وفضائله. فالأخلاق والفضائل جزء أصيل من كيان هذا المجتمع , وليست من الأعراض الطارئة عليه , ولا من الأمور الهامشية في حياته , بل من الصفات الأساسية للمؤمنين المخلصين ومجتمعاتهم المسلمة.

وقد تتابعت آيُ الكتاب العزيز على ذكر جُمَلٍ من الأخلاق والفضائل، التي يسعد من تحلى بها، وتزين بمعانيها في حياته، وأكتفي بذكر موضعين فقط حتى لا أخرج عن المقصود وهو الإشارة والتنبيه لمثل هذه المعاني.

قال سبحانه يصف أفراد المجتمع المسلم {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (١٩) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (٢٠) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (٢١) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ} (٢). هؤلاء هم أولو الألباب، أهل الوفاء، والصلة، والخشية، والمراقبة، الصابرون، المُصَلُّون، المنفقون لله، حسناتهم تغلب سيئاتهم، فاستحقوا حسن العاقبة والمآل.

وقال تعالى {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (٦٣) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (٦٤) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (٦٥) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (٦٦) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (٦٧) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا


(١) - ملامح المجتمع المسلم الذي ننشده. ص: ٨٠. بتصرف كبير
(٢) - سورة الرعد. آية: ١٩ - ٢٢

<<  <   >  >>