للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قبول اعتذار المخطئين في قوله {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ}.

السمو فوق الآلام بالدعاء لمن أساء إليه في قوله {يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ}.

طي صفحة الماضي بقوله {وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ}.

تعظيم الوالدين في قوله {آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ} وقوله {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ}.

التلطف في القول في قوله {وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ} كناية عن الفقر.

حسن العبارة في قوله {نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي} فذكر نفسه أولاً مع نزغ الشيطان، مع أنه لم يكن منه شيء تجاه إخوانه، وفيه رفع للحرج عنهم.

وما أحوج المجتمعات الإسلامية إلى مثل هذا الأدب الرفيع، والتحلي بتلك الأخلاق العالية، لما فيه من جمع للكلمة، وتأليف للقلوب، وتصفية للنزاعات وإطفاءً لنار العداوة بين أفراد المجتمع

ومن المعاني الاجتماعية الواردة في قصص القرآن الكريم:

الاهتمام باختيار الزوج الصالح ذي الأخلاق الحسنة.

عَظَّمَ القرآن الكريم شأن الزواج، وجعله نعمة من النعم الجليلة، وآية من آياته سبحانه في الخلق فقال تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٢١)} (١). وأول خطوات هذا الزواج وأخطرها، اختيار الطرف الآخر، والذي يكون شريك الحياة، ولذلك يجب أن يكون الاختيار بعناية، وأن يكون المُخْتار من ذوي الاستقامة، متمتعاً بالإخلاق الطيبة، كي تدوم هذه العلاقة الأساسية في المجتمع.

ويبدو هذا الأمر واضحاً جلياً في سياق قصة موسى عليه السلام في مدين مع العبد الصالح، والذي رأى في موسى عليه السلام، الرجل الكفء الأمين، فما كان منه إلا أن عرض عليه تزويجه من ابنته بلا تردد. قال الله تعالى {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ


(١) - سورة الروم. آية: ٢١

<<  <   >  >>