وهي لحظات عمرك الغالية وساعات حياتك الثمينة .. وقد ذكر ذلك أبو حازم فقال: إن بضاعة الآخرة كاسدة، يوشك أن تنفق فلا يوصل منها إلى قليل ولا كثير، ومتى حيل بين الإنسان والعمل لم يبق له إلا الحسرة والأسف عليه، ويتمنى الرجوع إلى حالٍ يتمكن فيها من العمل فلا تنفعه الأمنية (١).
ولنسير لحظات لنرى بعضًا من حالات الاحتضار ونزلات الموت التي هي إلينا قادمة عاجلاً أو آجلاً. هذه حال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خير الأنبياء والمرسلين وأكرم الخلق على الله أجمعين عندما أصابته سكرات الموت وشدتها ..
فقد قال - صلى الله عليه وسلم - وهو يدخل يديه في ركوة ماء ويمسح بها وجهه الشريف:«لا إله إلا الله، إن للموت سكرات» رواه البخاري.
ولما رأت فاطمة -رضي الله عنها- ما برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، من الكرب الشديد الذي يتغشاه قالت: واكرب أباه فقال لها: «ليس على أبيك كرب بعد اليوم» رواه البخاري.
هذه حال سيد الخلق وحال من تفطرت قدماه وغفر له من ذنبه ما تقدم وما تأخر.
أما حال الصديق أبي بكر -رضي الله عنه- وهو المُبشر بالجنة لما احتضر -رضي الله عنه- تمثلت عائشة -رضي الله عنها- بهذا البيت: