للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أخي المسلم ..]

ها هو عمر بن عبد العزيز يذكرنا بمآلنا ومصيرنا وانقطاعنا عن الدنيا فيقول: ألا ترون أنكم تجهزون كل يوم غاديًا أو رائحًا إلى الله عز وجل وتضعونه في صدع من الأرض، قد توسد التراب وخلف الأحباب وقطع الأسباب (١).

بل هذا عبد الله بن علي لما حضرته الوفاة بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أبكي لتفريطي في الأيام الخالية وقلة عملي للجنة العالية، وما ينجيني من النار الحامية (٢).

ولنرى ثمن الزمن عندهم وقيمة الوقت لديهم واغتنامهم لذلك فإنه لما احتضر عامر بن عبد الله بكى، وقال: لمثل هذا المصرع فليعمل العاملون، اللهم إني أستغفرك من تقصيري وتفريطي وأتوب إليك من جميع ذنوبي، لا إله إلا الله، ثم لم يزل يرددها حتى مات رحمه الله.

أخي الحبيب ...

والله إن الموت كما قد أفسد على أهل النعيم نعيمهم ووالله أن النعيم في جنات عدن فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .. جنة فيها الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا .. فسر إليها وجد في طلبها وأسرع الخطى لتنالها.

قال إبراهيم بن أبي عبده: بلغني أن المؤمن إذا مات تمنى الرجعة


(١) الإحياء: (٤/ ٤٨٠).
(٢) العاقبة: (١٣١).

<<  <   >  >>