للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى الدنيا ليس ذلك إلا ليكبر تكبيرة، أو يهلل تهليلة أو يسبح تسبيحة (١).

ولمعرفتهم لهذا ولأهمية الزمن في حياتهم والاستفادة منه في الطاعة والتزود للآخرة حرصوا على الاستفادة منه وعدم التفريط في لحظاته.

قال بكير بن عامر: كان لو قيل لعبد الرحمن بن أبي نعيم قد توجه إليك ملك الموت، ما كان عنده زيادة عمل (٢).

وكان يزيد الرقاشي يقول لنفسه: ويحك يا يزيد .. من ذا الذي يصلي عنك بعد الموت؟ من ذا الذي يصوم عنك بعد الموت؟ من ذا الذي يُرضي ربكم بعد الموت؟ ثم يقول: أيها الناس، ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم؟ ويا من الموت موعده والقبر بيته، والثرى فراشه والدود أنيسه، وهو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر .. كيف يكون حاله؟ ثم يبكي حتى يسقط مغشيًا عليه (٣).

وروي أن معاذ بن جبل لما حضرته الوفاة قال: انظروا هل أصبحنا؟ فأتي فقيل لم تُصبح، حتى أتى في بعض ذلك، فقيل له: قد أصبحنا. فقال: أعوذ بالله من ليلة صباحها إلى النار، ثم قال: مرحبًا بالموت زائر مُغيب، وحبيب جاء على فاقة، اللهم إني كنت أخافُك ..


(١) شرح الصدور: (٨).
(٢) السير (٥/ ٩٢).
(٣) العاقبة: (٤٠).

<<  <   >  >>