للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن عمران الخياط قال: دخلنا على إبراهيم النخعي نعوده، وهو يبكي، فقلنا له، ما يبكيك أبا عمران؟ قال: أنتظر ملك الموت لا أدري يبشرني بالجنة أم بالنار (١).

وصدق فما بعد هذه الدنيا إلا جنةٌ ونار .. ولكن هل نظرنا أين نحن ذاهبون ولأي طريق نحن سالكون، اجتمع علينا طول تسويف وغفلة وأمل ورقدة .. فاللهم أيقظ قلوبنا من سباتها وأغثها بالإيمان وحسن الاعتبار.

أخي الحبيب .. تأهب ..

إن للموت سكرة فارتقبها ... لا يداويك إذا أتتك طبيبُ

أعاننا الله على لقائه وجعلنا ممن استعد للموت وكربه وغصصه وجعلنا مثل سلفنا الصالح، فقد كان الجنيد يقرأ القرآن وهو في سياق الموت ويصلي، فختم، فقيل له: في مثل هذه الحال يا أبا علي؟ فقال: ومن أحق مني بذلك، وها هو ذا تطوي صحيفة عملي ثم كَبَّر .. ومات (٢).

وقال محمد بن واسع وهو في الموت .. يا إخوتاه تدرون أين يُذهب بي؟ يُذهب بي والله الذي لا إله إلا هو إلى النار، أو يعفو عني (٣).


(١) صفة الصفوة: (٣/ ٨٩).
(٢) العاقبة: (١٣٣).
(٣) صفة الصفوة: (٣/ ٢٧١).

<<  <   >  >>