تأمل ساعات النهاية لهؤلاء واحسب نفسك منهم فلكل حي نهاية .. وربما يكون لك في ذلك عبرة. فأنت من الأموات غدًا .. ومن أصحاب القبور ..
سآخذ بيدك وتأخذ بيدي في رحلة نوآنس بعضنا وتلتقي فيها قلوبنا .. فنحن رفقاء طريق ..
سنسير مع الأنبياء والصالحين ونرى حالهم وما نزل بهم من الكرب وشدة الموت ..
فإن لخروج الروح آلام وشدائد .. فهي تُنزع من الجسد وتجذب معها العروق والأعصاب، ألم تر أن الميت ينقطع صوته وصياحه من شدة الألم! !
إنه مشهد مؤثر وموقف لن يتكرر ..
إنه مشهد الموت ولحظات الاحتضار .. عندما تبلغ الروح الحلقوم وترتفع من كل مفصل ويتحشرج الصدر وتذرف العينان ..
عندها يتيقين ويتأكد الفراق .. ويأتي هذا التأكيد بطوي القدمين ورفعهما من الدنيا وكأنك تودع حياة الجري والسعي في هذه الأرض إلى دار الجزاء والحساب .. قال تعالى في أحسن وصف لهذا المشهد:{وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ} سورة القيامة، الآية: ٢٩.