قال عبيد بن عمير: كان لرجل ثلاثة أخلاء بعضهم أخص له من بعض، فنزلت به نازلة، فلقي أخص الثلاثة به فقال: يا فلان إنه نزل بي كذا وكذا وإني أحب أن تُعينني، قال: ما أنا بالذي أفعل، فانطلق إلى الذي يليه في الخاصة، فقال: يا فلان إنه قد نزل بي كذا وكذا وأنا أحب أن تُعينني، قال: فانطلق معك حتى تبلغ المكان الذي تريد، فإذا بلغت رجعت وتركتك، قال: فانطلق إلى أبعد الثلاثة، فقال: يا فلان: إنه قد نزل بي كذا وكذا فأنا أحب أن تُعينني، قال: أنا أذهب معك حيث ذهبت، وأدخل معك حيث دخلت، قال: فالأول ماله، خلفه في أهله ولم يتبعه منه شيء، والثاني أهله وعشيرته ذهبوا معه إلى قبره، ثم رجعوا وتركوه، والثالث هو عمله وهو معه حيثما ذهب، ويدخل معه حيثما دخل (١).
أخي الحبيب ...
دعني أسحُ دموعًا لا انقطاع لها ... لو كنت تعلم ما بي تعذُرني
كأني بين تلك الأهل منطرحًا ... على الفراش وأيديهم تقلبني
كأني وحولي من ينوح ومن ... يبكي عليَّ وينعاني ويندبني
وقد أتوا بطبيب كي يعالجني ... ولم أر الطبيب اليوم ينفعني
واشتد نزعي وصار الموت يجذبها ... من كل عرقٍ بلا رفقٍ ولا هون
واستخرج الروح مني في تغرغرها ... وصار ريقي مريرًا حين غرغرني
وغمضوني وراح الكل وانصرفوا ... بعد الإياس وجدُّوا في شرى الكفن