واختلف الناس في المراد بهذه الآية على قولين أحدهما: أنها في يوم بدر خاصّة، وهو اختيار الحسن، وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقيل: هي عامة في الأزمنة مخصوصة في العدد، لقوله تعالى: فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ والصحيح عمومها لوجهين: أحدهما: أنه ظاهر القرآن، لقوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ (١٥) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ يعني يوم الزحف. وثبت عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه عدّ الكبائر فقال: والفرار من الزحف وهذا نص لا غبار عليه. وانظر: الناسخ والمنسوخ (٢/ ٢٢٨، ٢٢٩) ، والأحكام (٢/ ٨٣٢) . (٢) حديث صحيح: رواه البخاري (٥/ ٣٩٣) ، (١٢/ ١٨١) ، ومسلم (٢/ ٨٢، ٨٣) .