وهنا جلس أبو بكر - رضي الله عنه -، وهنا صلى عمر - رضي الله عنه -، وهنا سجد علي - رضي الله عنه - .. أريدك أن تتخيل هذا كله؛ لتنسى كل العالم من حولك وتشعر فقط أنك بين هؤلاء الصحابة - رضي الله عنهم -، كأنك واحد منهم؛ لتتعبد لله بقلوبهم الصافية الطاهرة، وهممهم العالية، وحبهم لله، وشوقهم إلى الجنة، تأمل ثم ادع بعد ذلك بما تشاء .. أو إذا شئت فلك فيهم أسوة، كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إذا رأى البيت قال: اللهم أنت السلام ومنك السلام؛ فحيِّنا ربنا بالسلام (صحيح).
فإذا دخلت مكة وأردت الاعتمار. فقل في عمرتك من الأذكار ما تأتي به في الحجّ في الأمور المشتركة بين الحجّ والعمرة وهي: الإحرام والطواف والسعي والذبح والحلق، أول ما تعبداً به حجك أو عمرتك أن تستقبل الحجر الأسود وتقول:
(١٠) بِسْمِ الله واللهُ اكبَرُ (صحيح، مسند الإمام أحمد: ٢/ ١٤)
(١١) ثم تبدأ فى الطواف، والطواف ليس له ذكر معين، فدعك من الأذكار المبتدعة والأدعية المتكلفة المخترعة، وانشغل بذكر الله من قلبك والدعاء بما تحب، لكن لا تنطق فيه إلا بخير، قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: "الطَّوَافُ بِالبَيتِ صَلَاةَ وَلَكِنَّ الله أَحَل لَكُمْ المَنطِقَ فِيهِ فَمَنْ نَطَقَ فَلَا يَنْطِقُ إِلَّا بِخَيرٍ"(صحيح، ابن حبان: ٣٨٦٣)، وقال النَّبِيّ - صلى الله عليه وآله وسلم -: "إِنما الطوَافُ صَلاة فَإِذَا طُفْتُمْ فَأَقِلُّوا