للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المتكلم مع النجوم من برجاء الشوق الباهر مستحيل الانجلاء وبلا آخر.

٢١ - الالتماس وهو ظاهر (١) قلنا الأصل ترجيح التجوز وعد الاشتراك واستعمال مطلقه في غير الوجوب ممنوع ومع أن غيره مشترك في استدعاء القرينة الصارفة وذا المارة المجاز لو اعتبر في التوقف مثله من الاحتمال يبطل حقائق الألفاظ إذْ ما من لفظ إلا وفيه احتمال تجوز، أو خصوص أو غيرهما أو حقائق الأشياء لاحتمال تبدلها لحظة فلحظة في جنب قدرة الله تعالى بل يعتبر في أن لا يكون محكما ومن ادعاه والفرق بأن لهذا الاحتمال بخلافهما دليل كالوضع ممنوع وإلا فلا كلام وكالشيوع وكثرة الاستعمال غير مفيد لأنهما في المعاني المعلومة مجازيتها أكثر من أن يحصى وأوفر منهما في أكثر هذه المعاني ولأن الأشياء كما يحتمل كثرة تبدلها أيضًا فمن أين علم الشيوع والكثرة ها هنا دونها ثم نقول لو وجب لتوقف في الأمر لذلك لوجب في النهي لاستعماله في معان:

١ - التحريم {لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا} [آل عمران: ١٣٠].

٢ - الكراهة النهي عن الصلاة في أرض مغصوبة وعنها في ثوب واحد.

٣ - التنزيه {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} [المدثر: ٦].

٤ - التحقير {لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ} [الحجر: ٨٨].

٥ - بيان العاقبة {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا} [إبراهيم: ٤٢].

٦ - اليأس {لَا تَعْتَذِرُوا} [التوبة: ٦٦].

٧ - الإرشاد {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ} [المائدة: ١٠١].

٨ - الشفقة "لا تأخذوا دوابكم كراسي ولا تمشوا في نعل واحد".

٩ - الدعاء كقوله عليه السلام: "لا تكلني إلى نفسي" (٢).

١٠ - التسلية {لَا تَحْزَنْ} [التوبة: ٤٠].

ولأن النهي أمر بالانتهاء وكان موجبهما واحد وذا باطل لا لضديتهما مطلقا كما ظن، بل للقطع ببديهية اللغة والشرع بالفرق بينهما حتى من الصبيان والمجانين، ومن


(١) انظر إرشاد الفحول للشوكاني (١/ ٣٤٦ - ٣٤٥)، المختصر في أصول الفقه لابن اللحام (ص ١١٢).
(٢) أخرجه ابن حبان في صحيحه (٣/ ٢٥٠) ح (٩٧٠)، والحاكم في مستدركه (١/ ٧٣٠) ح (٢٠٠٠)، والضياء في المختارة (٦/ ٣٠٠) ح (٢٣١٩)، وأبو داود (٤/ ٣٢٤) ح (٥٠٩٠)، والنسائي في الكبرى (٦/ ١٤٧) ح (١٠٤٠٥)، وابن أبي شيبة في مصنفه (٦/ ٢٠) ح (٢٩١٥٤)، والإمام أحمد في مسنده (٥/ ٤٢)، والطبراني في الصغير (١/ ٢٧٠) ح (٤٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>