الفم قلت: ويؤيده أن رواية البخاري في التفسير من طريق جرير عن موسى بن أبي عائشة ولفظها: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل جبريل بالوحي فكان مما يحرك به لسانه وشفتيه» . فأتى بهذا اللفظ مجرداً عن تقدم العلاج الذي قدره الكرماني، فظهر ما قال ثابت. ووجه ما قال غيره: إن «من» إذا وقع بعدها «ما» كانت بمعنى ربما، وهي تطلق على القليل والكثير، وفي كلام سيبويه مواضع من هذا منها قوله: اعلم أنهم مما يحذفون كذا. والله أعلم. ومنه حديث البراء: «كنا إذا صلينا خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - مما نحب أن نكون عن يمينه ... الحديث» ، ومنه حديث سمرة: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى الصبح مما يقول لأصحابه: من رأى منكم رؤيا» .