قلت: ولم أقف عليه في تاريخ بغداد، وإنما أورده الخطيب بدون إسناد في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (٢/٦٩، رقم ١٢٠٩) وكما أن المصنف قال ذلك أيضاً (محقق) . وقد عدد النووي في شرحه على مسلم (١/٤٣) الروايات في هذا الحديث فقال: «كل أمر ذي بال لا يبدأ بالحمد لله فهو أقطع» ، وفي رواية: «بحمد الله» ، وفي رواية: «بالحمد فهو أقطع» ، وفي رواية: «أجذم» ، وفي رواية: «لا يبدأ فيه بذكر الله» ، وفي رواية: «ببسم الله الرحمن الرحيم» وقال: روينا كل هذه في كتاب الأربعين للحافظ عبد القادر الرهاوي سماعاًٍ من صاحبه الشيخ أبي محمد عبد الرحمن بن سالم الإنباري عنه، وروينا فيه أيضاً من رواية كعب بن مالك الصحابي - رضي الله عنه - والمشهور رواية أبي هريرة وهذا الحديث حسن، روي موصولاً ومرسلاً، ورواية الموصول إسنادها جيد، ومعنى: «أقطع» : قليل البركة، وكذلك «أجذم» بالجيم والذال المعجمة ويقال منه: «جذم» بكسر الذال «يجذم» بفتحها والله أعلم. والحديث حسنه برواياته هذه العجلوني في كشف الخفاء (٢/١٥٦) . إلا أن الحافظ ابن حجر في فتح الباري (٨/٢٢٠) قال: الرواية المشهورة فيه بلفظ: «حمد الله» وما عدا ذلك من الألفاظ التي ذكرها النووي وردت في بعض طرق الحديث بأسانيد واهية. وإنما حكم بأنه حديث حسن مع اختلاف لفظه بين حمد وتسمية وذكر لله كما عدد ذلك النووي، لأن اللفظ الذي فيه «الحمد» هو المشهور كما أشار إلى ذلك الحافظ في الفتح، وهذا اللفظ المشهور أخرجه النسائي في السنن الكبرى (٦/١٢٧، رقم ١٠٣٢٨) ، وابن ماجه في سننه (١/٦١٠، رقم ١٨٩٤) ، وابن حبان في صحيحه (١/١٧٤، رقم ٢) ، والدارقطني في سننه (١/٢٢٩) ، والبيهقي في السنن الكبرى (٣/٢٠٨، رقم ٥٥٥٩) جميعاً عن أبي هريرة. ولكن يمكن الجمع بين الروايات في ذلك بأن البدء يكون بالجميع بالتسمية والتحميد وذكر الله، فبذلك قد عمل بالروايات وحيز فضل ذلك. انظر في هذا: الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (٢/٦٩) .