للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأخرج أحمد عن أبي الدرداء أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: «إن دعوة المرء المسلم مستجابة لأخيه بظهر الغيب، عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه قال: آمين، ولك مثل ذلك» (١) .

بل هي أسرع الدعوات إجابة كما ورد ذلك في حديث.

وأما أهل المعاصي والبدع فقد ورد في تجنبهم وبغضهم والإعراض عنهم وترك السلام عليهم أخبار وآثار.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من أعرض عن صاحب بدعة بغضاً له لله ملأ الله قلبه أمناً وإيماناً، ومن انتهره صاحب بدعة أمنه الله يوم الفزع الأكبر، ومن سلم على صاحب بدعة ولقيه بالبشرى، واستقبله بما يسره فقد استخف بما أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم -» (٢) .

وقال الفضيل: من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله، وأخرج نور الإسلام من قلبه.

قال في نزهة المجالس: وقال عيسى -عليه الصلاة والسلام- تحببوا إلى الله ببغض أهل المعاصي، وتوبوا إلى الله بالتباعد منهم، والتمسوا رضا الله بسخطهم قالوا: يا روح الله فمن نجالس؟ قال: جالسوا من يذكركم الله رؤيته، ومن يزيد في عملكم كلامه، ومن يرغبكم في الآخرة عمله.

ففي هذا زجر عن صحبته أهل المعاصي والبدع، وعن مجالستهم وحث على صحبته أهل الخير والصلاح ومجالستهم لنفعهم في الدنيا والآخرة.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الرجل ليقول في الجنة ما فعل صديقي فلان، وصديقه في الجحيم، فيقول الله تعالى: أخرجوا له صديقه إلى الجنة، فيقول من بقي في النار ما لنا من شافعين ولا صديق حميم» (٣) .


(١) أخرجه أحمد في مسنده (٥/١٩٥، رقم ٢١٧٥٥) عن أبي الدرداء - رضي الله عنه -.
وأخرجه أيضاً: مسلم في الصحيح (٤/٢٠٩٤، رقم ٢٧٣٢) ، والبخاري في الأدب المفرد (١/ ١٩، رقم ٦٢٥) ، وأبو داود (٢/٨٩، رقم ١٥٣٤) ، وعبد بن حميد في مسنده (١/٩٨، رقم ٢٠١) ، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٦/١٣٣، رقم ٣٣٥٦) .
(٢) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (٨/٢٠٠) ، والخطيب في تاريخ بغداد (١٠/٢٦٣) عن ابن عمر.
(٣) لم نقف عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>