للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قضاء الحوائج.

قيل: إن الحجر الأسود أصله من ياقوت الجنة، ففي الكامل لابن عدي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الحجر الأسود من ياقوت الجنة، فمسحه المشركون فأسود من مسحهم» (١) .

وفي كتاب الخصائص لأبي الربيع سليمان بن سبع السبتي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطى علياً فصاً من ياقوت، وأمره أن ينقش عليه لا إله إلا الله ففعل، وأتى به للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ألم آمرك أن تنقش عليه لا إله إلا الله فلم زدت محمد رسول الله؟» فقال: والذي بعثك بالحق ما فعلت إلا ما أمرتني به، فهبط جبريل - عليه السلام - وقال: «إن الله يقول لك: أنت أحببتنا فكتبت، ونحن أحببناك فكتبنا اسمك» .

وإنما نقش - صلى الله عليه وسلم - على خاتمه اسم «محمد» دون «أحمد» وغيره من باقي أسمائه لأنه أشهر أسمائه - صلى الله عليه وسلم -.

فائدة: للنبي - صلى الله عليه وسلم - أسامي كثيرة نقل ابن العربي في شرح الترمذي عن بعض الصوفية أنه قال: إن لله تعالى ألف اسم ولرسوله ألف اسم، ولكن أشهرها «محمد» فلهذا نقشه على خاتمه دون باقي أسمائه لأنه أشهر.

وقد تكرر هذا الاسم في القرآن في مواضع قال تعالى: ?مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ? [الأحزاب: ٤٠] .

وقال: ?مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ? [الفتح: ٢٩] .

وقال: ?وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ? [آل عمران: ١٤٤] .

وكان عمه أبو طالب يقول:

أغر عليه للنبوة خاتم ... من الله من نور يلوح ويشهد

وضم الإله اسم النبي إلى اسمه ... إذا قال المؤذن في الخمس أشهد

وشق له من اسمه ليجله ... فذو العرش محمود وهذا محمد

قال البخاري في تاريخه الصغير: و «محمد» علم منقول من صفة الحمد، وهو بمعنى محمود، وفيه معنى المبالغة، سمي - صلى الله عليه وسلم - «محمداً» لأنه محمود عند الله وعند ملائكته، ومحمود عند إخوانه من المرسلين، ومحمود عند أهل الأرض كلهم وإن كفر به بعضهم،


(١) أخرجه ابن عدي في الكامل (٣/٣٨٧ ترجمة ٨١٤ سعيد بن ميسرة البكري) عن أنس.

<<  <  ج: ص:  >  >>