للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ورد في فضل التسمي باسمه أخبار كثيرة روى عن أبي أمامة الباهلى - رضي الله عنه - عن رسول - صلى الله عليه وسلم - قال: «من ولد له مولود فسماه محمدا حباً لي وتبركاً باسمي، كان هو ومولوده في الجنة» (١) .

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إذا كان يوم القيامة ناد مناد من قبل الله - عز وجل - ألا من اسمه محمد فيلقم، فإذا اجتمعوا بين يدي الله - عز وجل - أمر بهم إلى الجنة كرامة لاسم النبي - صلى الله عليه وسلم -» .

وروي عن الحسن البصري أنه قال: «إن الله ليوقف العبد بين يديه يوم القيامة اسمه أحمد أو محمد قال: فيقول الله تعالى له: عبدى أما استحييتني وأنت تعصينى واسمك اسم حبيبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، فينكس العبد رأسه حياء ويقول: اللهم إني قد فعلت، فيقول - عز وجل -: يا جبريل خذ بيد عبدي فأدخله الجنة، فإني استحي أن أعذب بالنار من اسمه اسم حبيبى محمد - صلى الله عليه وسلم -» .

وعن علي بن موسى الرضي عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا سميتم الولد محمداً فعظموه ووقروه وبجلوه ولا تذلوه ولا تحقروه ولا تجبهوه، ولا تردوا له قولا تعظيماً لمحمد - صلى الله عليه وسلم -» (٢) .

وجاء في الحديث: «إن البيت إذا كان فيه من اسمه محمد اتسع بأهله، وكثر خيره، وحضرته الملائكة، وبعد منه الشيطان» .

وجاء في حديث آخر: «ما اجتمع قوم في مشورة ومعهم رجل اسمه محمد فلم يدخلوه في مشورتهم إلا لم يبارك لهم» (٣) .

وأما التكني بكنيته أبي القاسم فقد اختلف العلماء في ذلك: فذهب إمامنا الشافعي وأهل الظاهر إلى أنه لا يحل لأحد أن يتكنى بأبي القاسم، سواء كان اسمه محمد أو غيره، كان في زمنه أو بعده، وحمل الشافعي ومن تبعه النهي على العموم، ومنع قوم


(١) أخرجه الرافعي (٢/٣٤٣) عن أبي أمامة.
(٢) أخرجه الخطيب (٣/٩١) . وأورده الذهبي في الميزان (٤/٥٩، ترجمة ٤٢٠٥ عبد الله بن أحمد بن عامر عن أبيه عن علي الرضا عن آبائه) وذكر أنه حدث بنسخة موضوعة باطلة ما تنفك عن وضعه أو وضع أبيه.
وأخرجه بنحوه الديلمي (١/٣٤٠، رقم ١٣٥٤) عن جابر.
(٣) أخرجه ابن عدي (١/١٦٨، ترجمة ٤ أحمد بن كنانة شامى) ، وقال: منكر الحديث. وابن الجوزي في العلل المتناهية (١/١٧٤، بعد رقم ٢٦٧) عن علي.

<<  <  ج: ص:  >  >>