فينبغي تحرير النقل في ذلك، هذه عبارته وكأنه لم يقف على عبارة الكرماني.
فائدة أخرى: ورد في الحديث: «إن أول ما يرفع من الأرض رؤيته - صلى الله عليه وسلم - في المنام والقرآن والحجر الأسود» .
فائدة أخرى: قال علماء التعبير من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في نومه فإن كان مغموماً ذهب غمه، وإن كان مديوناً قضى الله دينه، وإن كان مغلوباً نصره الله تعالى، وإن كان محبوساً أطلق، وإن كان عبداً أعتق، وإن كان غائباً رجع إلى أهله سالماً، وإن كان معسراً أغناه الله تعالى، وإن كان مريضاً شفاه الله تعالى، وإن رآه في أرض حرب فإن أولئك الجند ينتصرون على عدوهم، وإن رآه في أرض مقحطة فإن أهلها يخصبون ويرفع عنهم القحط.
قيل: وإن رآه في صورة شاب طويل فإنه يكون فتنه في الناس وقتلاً كثيراً، وإن رآه في صورة شيخ كبير فإن الناس في عافية، وإن رآه وهو أبيض يعلوه حمرة وعليه ثياب بيض، فإنه يتوب إلى الله تعالى ويحسن عمله وتستقيم طريقته.
فائدة أخرى: أخرج البخاري ومسلم وأبو داود عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي»(١) .
قوله:«فسيرانى في اليقظة» زيادة على الحديث الذي ساقه البخاري هنا، وقد اختلف العلماء في معناه.
فقيل: معناه أن من رآني في منامه فسيراني يوم القيامة، ورد هذا بأن كل أمته يوم القيامة يراه من رآه منهم في منامه ومن لم يره، فلا فائدة لتخصيص ذلك بمن رآه.
وقيل: معناه أن من آمن به في حياته ولم يره لكونه غائباً عنه، فإذا رآه في النوم يكون مبشراً له أنه لابد وإن يراه في اليقظة قبل موته.
والصحيح: حمل الحديث على ظاهرة بأن يقال: إن كل من رأى النبي في منامه لابد وأن يراه في اليقظة بعيني رأسه، وهو عام شامل لكل من رآه في النوم في حياته وبعد مماته، وشامل لمن فيه الأهلية كالخواص ومن لا أهلية له كالعوام.
واستشكل الحديث من جهة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد موته في عالم الغيب فكيف يراه الحي وهو في عالم الشهادة، ورد هذا الإشكال ابن أبي جمرة وقال: في هذا القول من
(١) أخرجه البخاري (٦/٢٥٦٧، رقم ٦٥٩٢) ، ومسلم (٤/١٧٧٥، رقم ٢٢٦٦) ، وأبو داود (٤/٣٠٥ رقم ٥٠٢٣) . وأخرجه أيضا: أحمد (٥/٣٠٦، رقم ٢٢٦٥٩) .