للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المحافظون على الصلاة، قالوا: كيف كانت محافظتكم على الصلاة؟ قالوا: كنا نتوضأ قبل الوقت.

ثم تأتي زمرة أخرى وجوههم كالكوب فتقول الملائكة: من أنتم؟ قالوا: نحن المحافظون على الصلوات، قالوا: كيف كانت محافظتكم على الصلاة؟ قالوا: كنا نتوضأ بعد الأذان.

فقد تبين لك من هذا أن الوضوء قبل الوقت أفضل، إذ الزمرة التي كانت تتوضأ قبل الوقت جاءت وجوهها كالقمر ليلة البدر، والتي كانت تتوضأ بعد الوقت جاءت وجوهها كالكوكب، ولا شك في تفضيل القمر على سائر الكواكب، فالذي جاء على صورته كذلك، وأفضل من الزمرتين المذكورتين الزمرة الأولى، وهى التي جاءت وجوههم على صورة الشمس، فإن هذه الزمرة كانت تتوضأ قبل الوقت وتذهب إلى المسجد وتنتظر الأذان، فلهذا سبقت الزمر كلها، وجاءت على صورة الكوكب الأعظم وهو الشمس.

لكن لنا وضوء لا يصح إلا بعد دخول الوقت وهو: وضوء صاحب الضرورة كما سنذكره.

واعلم أن الوضوء له فرائض وشرائط وفضائل وسنن وآداب:

أما فرائضه: فقد اختلف أرباب المذاهب:

فعند أبي حنيفة فرائض الوضوء أربعة: غسل الوجه، وغسل اليدين مع المرفقين، ومسح بعض ربع الرأس، وغسل الرجلين مع الكعبين.

وعند إمامنا الشافعي إمام الأئمة -قدس الله سره ونور ضريحه- فرائض الوضوء ستة:

الفرض الأول: النية في الوضوء لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إنما الأعمال بالنيات» (١) .

وعند أبي حنيفة لا تجب النية في الوضوء ولا في الغسل، ويصحان عنده بدونها،


(١) أخرجه البخاري (١/٣، رقم ١) ، ومسلم (٣/١٥١٥، رقم ١٩٠٧) ، والترمذي (٤/١٧٩، رقم ١٦٤٧) ، وأبو داود (٢/٢٦٢، رقم ٢٢٠١) ، والنسائي (٦/١٥٨، رقم ٣٤٣٧) ، وابن ماجه (٢/١٤١٣، رقم ٤٢٢٧) ، والحميدي (١/١٦، رقم ٢٨) ، وأحمد (١/٢٥، رقم ١٦٨) ، والبيهقي (١/٤١، رقم ١٨١) ، وابن خزيمة (١/٧٣، رقم ١٤٢) ، والدارقطني (١/٥٠) ، وأبو عوانة (٤/٤٨٧، رقم ٧٤٣٨) ، والبزار (١/٣٨٠، رقم ٢٥٧) ، وهناد (٢/٤٤٠، رقم ٨٧١) عن عمر بن الخطاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>