للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجنة حرمت على الأنبياء كلهم حتى أدخلها، وحرمت على الأمم حتى تدخلها أمتي» (١) .

فائدة: أمة محمد في الجنة أكثر من نصف أهل الجنة، ويدل عليه ما رواه الترمذي عن بريدة مرفوعاً وحسنه: «أهل الجنة عشرون ومائة صف، ثمانون منها من هذه الأمة، وأربعون منها من سائر الأمم» (٢) .

أفاد هذا الحديث أنهم أكثر من النصف، وأنهم ثلثا أهل الجنة.

سؤال: فإن قيل: جاء في الصحيحين ما يدل على أن هذه الأمة شطر أهل الجنة فقط، ونص الحديث فيهما عن عبد الله قال: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة» فكبرنا ثم قال: «أما ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة» فكبرنا ثم قال: «أما ترضون أنم تكونوا شطر أهل الجنة وسأخبركم عن ذلك، ما المسلمون في الكفار إلا كشعرة سوداء في ثور أبيض، أو كشعرة بيضاء في ثور أسود» (٣) فما الجمع بين هذا الحديث والحديث الذي رواه الترمذي، فإنهما متنافيان في الظاهر.

فالجواب: كما قاله البرماوي وغيره: أنه - صلى الله عليه وسلم - طمع أن تكون أمته شطر أهل الجنة فأعطاه الله تعالى ذلك، فأخبر أمته ثم زاده على الشطر وأخبره به، فأخبر أمته ثانيا، فاندفع الثاني وزال الإشكال والحمد لله على كل حال.

وإنما قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أول مرة: «أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة»


(١) أخرجه الطبراني في الأوسط (١/٢٨٩، رقم ٩٤٢) قال الهيثمي (١٠/٦٩) : فيه صدقة بن عبد الله السمين، وثقه أبو حاتم وغيره، وضعفه جماعة، فإسناده حسن. وابن عدي (٤/١٢٧، ترجمة ٩٦٩) والذهبي في الميزان (٤/١٧٥ ترجمة ٤٥٤١) كلاهما في ترجمة عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب.
(٢) أخرجه الترمذي (٤/٦٨٣، رقم ٢٥٤٦) وقال: حسن. وأخرجه أيضًا: ابن ماجه (٢/١٤٣٤، رقم ٤٢٨٩) ، والدارمي (٢/٤٣٤، رقم ٢٨٣٥) ، وابن حبان (١٦/٤٩٨، رقم ٧٤٥٩) ، والحاكم (١/١٥٥، رقم ٢٧٣) وقال: صحيح على شرط مسلم. وأحمد (٥/٣٤٧، رقم ٢٢٩٩٠) .
(٣) أخرجه البخاري (٥/٢٣٩٢، رقم ٦١٦٣) ، ومسلم (١/٢٠٠، رقم ٢٢١) ، والترمذي (٤/٦٨٤، رقم ٢٥٤٧) وقال: حسن صحيح. وابن ماجه (٢/١٤٣٢، رقم ٤٢٨٣) ، والطيالسي (١/٤٣، رقم ٣٢٤) ، وأحمد (١/٣٨٦، رقم ٣٦٦١) ، والبزار (٥/٢٣٧، رقم ١٨٥٠) ، وأبو عوانة (١/٨٤، رقم ٢٥٠) ، والبيهقي (٣/١٨٠، رقم ٥٤١٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>