للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قيام كل الليل دائمًا وتخصيص ليلة الجمعة بقيام، وترك تهجد اعتاده، وإذا استيقظ مسح وجهه ونظر إلى السماء وقرأ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} ، إلى آخر السورة، وافتتاح تهجده بركعتين خفيفتين، وإكثار الدعاء والاستغفار بالليل، وفي النصف الأخير والثلث الأخير أهم.

ــ

للخبر الصحيح: "أفضل الصلاة بعد المكتوبة جوف الليل" ١ "وثلثه الأوسط" إن قسمه أثلاثًا "أفضل" من ثلثيه الأول والأخير والأفضل من ذلك السدس الرابع والخامس للخبر الصحيح: "أحب الصلاة إلى الله صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه" ٢ "ويكره قيام كل الليل دائمًا" للنهي فيه٣ ولأن من شأنه أن يضر وخرج بدائمًا بعض الليالي كالليالي العشر٤ الأخير من رمضان وليلتي العيدين٥ للاتباع "و" يكره "تخصيص ليلة الجمعة بقيام" أي صلاة للنهي عنه٦ "و" يكره "ترك تهجد اعتاده" ونقصه بلا ضرورة لما صح من قوله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص: "لا تكن كفلان كان يقوم الليل ثم تركه" ٧ ويسن أن لا يخلي الليل من صلاة وإن قلت، وأن يوقظ من يطمع في تهجده إن لم يخف ضررًا. "وإذا استيقظ مسح" النوم عن "وجهه نظر إلى السماء وقرأ" قوله تعالى في أواخر آل عمران: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} ، إلى آخر السورة وأن ينام من له تهجد وقت القيلولة، وأن ينام أو يستريح من نعس أو فتر في صلاته. "وافتتاح تهجده بركعتين خفيفتين" للاتباع كما مر. "وإكثار الدعاء والاستغفار بالليل" لخبر مسلم: "إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم


١ رواه مسلم في الصيام "حديث ٢٠٣" عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة الصلاة في جوف الليل، وأفضل الصيام بعد شهر رمضان صيام شهر الله المحرم".
٢ رواه البخاري في أحاديث الأنبياء باب ٣٨، والتهجد باب ٧، ومسلم في الصيام حديث ١٨٨ و١٨٩ و٢٠١، وأبو داود في الصوم باب ٦٦، والنسائي في الصيام باب ٦٩، وابن ماجه في الصيام باب ٣١، والدارمي في الصوم باب ٤٢، وأحمد في المسند "٢/ ١٦٠، ٢٠٦".
٣ وهو الحديث الذي رواه البخاري في الصوم باب ٥٥ "حديث ١٩٧٥" عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟ " فقلت: بلى يا رسول الله. قال: "فلا فلا تفعل، صم وأفطر وقم ونم ... إلخ" ورواه أيضًا مسلم في الصيام "حديث ١٨٨" ولفظه: " ... فإنك إذا فعلت ذلك هجمت عيناك ونفهت نفسك ... إلخ ".
٤ روى البخاري في ليلة القدر باب ٥, ومسلم في الاعتكاف حديث ٧، وأبو داود في رمضان باب ١، والنسائي في قيام الليل باب ١٧، وابن ماجه في الصيام باب ٥٧، وأحمد في المسند "٦/ ٤١، ٦٧، ٦٨، ١٤٦" من حديث عائشة: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره ... إلخ".
٥ روى ابن ماجه في الصيام باب ٦٨ "حديث ١٧٨٢" عن أبي أمامه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قام ليلتي العيدين محتسبًا لله لم يمت قلبه يوم تموت القلوب".
٦ روى مسلم في الصيام "حديث ١٤٨" عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام؛ إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم".
٧ رواه البخاري في التهجد باب ١٩، ومسلم في الصيام حديث ١٨٥.

<<  <   >  >>