للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صاد ممدودة هكذا "صـ" ولكنه لا يلصقها بالكلام لئلا يظن أنه إلغاء له، وضرب عليه، وللتفرقة بين الصحيح، والسقيم، كتب على الأول لفظ كامل، وعلى الثاني حرف ناقص ليدل نقص الحرف على اختلاف الكلمة وتسمى أيضا "ضبة" لكون الحرف مقفلا بها لا يتجه لقراءة كضبة الباب مقفل بها١، وكذلك توضع علامة التضبيب على موضع الإرسال أو الانقطاع في الإسناد قال ابن الصلاح: ويوجد في بعض أصول الحديث القديمة في الإسناد الذي فيه جماعة معطوفة أسماؤهم بعضها على بعض علامة تشبه الضبة، وليست كذلك، وكأنها علامة وصل فيما بينها أثبتت تأكيدا للعطف خوفا من أن يظن أن العطف خطأ وأن الأصل "فلان عن فلان" والأحسن في مثل هذا أن توضع علامة التصحيح، وربما اقتصر بعض الناسخين من علامة التصحيح على الصاد فجاءت صورتها تشبه صورة التضبيب فلتنتبه لذلك٢.

وقد اصطلح المتأخرون في عصورنا هذه على كتابة كلمة "كذا" بعد ما هو خطأ في المعنى، ونحوه مع ثبوت النقل، ولا مشاحة في الاصطلاح والله أعلم وقد وقفت على أن لذلك أصلا في كلام العلماء السابقين كابن الجزري وغيره٣.

"المسألة الثامنة" إذا وقع في الكتاب المنسوخ ما ليس منه نفي منه إما بالضرب عليه، أو الحك بسكين ونحوها، أو بالمحو بماء ونحوه فيما إذا


١ نقل العلامة ابن الصلاح ذلك عن أبي القاسم الإفليلي وقد ضبطه السخاوي وابن خلكان بكسر الهمزة وسكون الفاء وكسر اللام ينسب إلى قرية من أرض الجزيرة تسمى "إفليل" نزلها أسلافه وقال ابن خلكان: هذه النسبة إلى الإفليل وهي قرية بالشام.
وهو أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن زكريا القرشي الزهري الأندلسي النحوي اللغوي يروي عن الأصيلي ويروي عنه أبو مروان الطبني وتوفي سنة إحدى وأربعين وأربعمائة وفي مراصد الاطلاع: أفليلاء بفتح الهمزة أو له قيل: قرية من قرى الشام.
٢ علوم الحديث لابن الصلاح ٢١٤-٢١٥ ط المكتبة السلفية، والتدريب ص٢٩٨، ٢٩٩، وفتح المغيث ج٢ ص١٧٧-١٧٩.
٣ فتح المغيث ج٢ ص١٧٨.

<<  <   >  >>